إنتشر التسويق على الإنترنت وبالأخص على منصات التواصل الإجتماعي بسبب ضخامة عدد مستخدميها وأصبحت هناك العديد والكثير للغاية من طرق الإعلان عليها ، وقد أصبح المسوقين يبحثون عن أرخص الطرق لعمل إعلانات ممولة (مدفوعة) بأن يقوموا بالدفع لهذه المنصات مقابل نشر إعلاناتهم لأكبر عدد محتمل من العملاء لتسويق منتجاتهم.
وكان من الطبيعي في البداية على فيسبوك أن تقوم بدفع المبلغ المطلوب الإعلان به أولًا ومن ثم عمل الإعلانات ، إلا أن الفيسبوك أصبح يعطيك ميزة كبيرة وهي مديونية الفيسبوك.
فما هي مديونية الفيسبوك .. وهل هي حرام؟
لنبدأ مقال اليوم على بركة الله
مديونية الفيسبوك وهل هي حرام
معنى مديونية هو الحصول على شئ بدون دفع ثمنه فورًا أو بمعنى أدق تأجيل دفع ثمنه ، وذلك هو ما تتيحه منصة فيسبوك.
فيسبوك أصبح يعطيك ميزة أن تقوم بعمل حملاتك الإعلانية الممولة بدون محاسبتك على تكلفتها فورًا وذلك في حالة كنت ترغب ببدء عملية التسويق الخاصة بك ولكن طريقة الدفع الخاصة بك فارغة ولا يوجد بها مال ، فيقوم بفتح إمكانية التمويل وليكن مثلًا ب 10 أو 20 دولار لحسابك وعندما تقوم بشحن الفيزا الخاصة بك يقوم لاحقًا بإسترداد المبلغ وبدون فوائد (وإلا سيصبح قرض ربوي ويرفضه الكثيرين نظرًا لحرمانيته البالغة).
المهم .. هل سيكون حرام إستخدام هذه الطريقة في الإعلان لصفحاتك أو منتجاتك وخدماتك؟
الإجابة عن هذا السؤال تحتاج منك لتحديد نيتك وفكرتك .. هل ستستخدم حسابك الشخصي الحقيقي الوحيد فقط في الإعلان بالمديونية وتنوى سداد المبلغ أم إنك ستستخدمه ولن تقوم بسداد المبلغ أم إنك ستقوم بإنشاء الكثير من الحسابات يوميًا وتعمل على عمل حسابات بالمديونية كثيرة لتعمل بها أو تقوم ببيعها ولن تقوم بسداد هذه المبالغ؟
إستخدامك لحسابك الشخصي فقط بنية سداد المبلغ لاحقًا لا توجد مشكلة به بشرط أن تسعى فعلًا لذلك بأقرب وقت .. فلا يعلم أي شخص متى قد يأتي أجله وقد سيكون مديونًا.
أما إستخدامك للحساب وأنت تعلم إنك لن تقوم بسداد المديونية فذلك حرام ، وإنشاء عدة حسابات سواء بفيز وهمية أو حسابات باي بال وهمية وغيرها من الطرق فذلك حرام حرام حرام.
تذكر عزيزي القارئ .. "جمع الحرام على الحلال ليكثره .. فأتى على الحرام على الحلال فبعثره".
بمعنى أدق .. قد توفر الكثير وتربح الكثير ولكن كل ربحك سيذهب في علاج أو كوارث وحوادث وخسائر .. وإن لم يحدث فأنت في مصيبة أعظم وسيكون جزائك في يوم موعود أكبر كثيرًا إلا لو نالتك رحمة الله .. والله أعلم.
هذه ليست فتوى .. فأنا لست بعالم من علماء الأزهر الشريف .. وإنما تحليل بسيط للغاية لمبادئ وأساسيات تظهر لكل مسلم .. وقد يقولها لنا أولادنا وأطفالنا من المدارس الإبتدائية. فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
نعم أصبحت الحياة صعبة للغاية .. ولكن حتى مع أشد صعوباتها .. هل تستحق هذه الحياة أن نظلم أنفسنا وننخرط بمساوئها؟
إعلم عزيزي القارئ أن الخالق عزوجل كلما تمسكت بقواعده وفروضه ودعيته سهل عليك وقربك منه وبارك لك في رزقك .. ولا تسبح مع التيار .. بل إن أمكنك توجيه غيرك للطريق السليم كان لك خيرًا كما لصديقك ومعارفك.
أطيب أمنياتي للجميع بالتوفيق - محمد شاكر
تعليقات: 0
إرسال تعليق